عرفت جهة برقو في السنوات الأخيرة قفزة فلاحية جبارة، إذ تنوعت المنتوجات لتشمل الأشجار المثمرة والزياتين والخضر ورغم ذلك بقيت هذه الجهة مهمشة.
برقو (الشروق)
مدينة برقو أو معركة ربع الساعة الأخيرة المشهورة التي جدت أحداثها بجبل برقو يوم 13 نوفمبر 1954 قدمت في هذا التاريخ مجموعة من الشهداء فداء للوطن لكن سجلها النضالي أمام الاستعمار لم يشفع لها حيث غيّبت تماما عن المدّ التطوري الذي شهدته عديد المدن الأخرى لذلك لازمها التهميش والنسيان لأكثر من نصف قرن وأهاليها يمنون النفس اللحاق بقطار التنمية.
فمن لا يعرف منطقة برقو فهي مشهورة بكثرة عيونها وخرير مياهها من أعالي سفوح جبالها الشيء الذي جعل القصر الرئاسي يستنجد بمياهها العذبة أضف الى ذلك خصوبة أراضيها وما تدرّه من منتوجات فلاحية متنوعة على مدار السنة مثل الأشجار المثمرة بجميع أنواعها وخاصة الخوخ المعروف بخوخ برقو والزياتين المقدرة بـ1768 هك أما الخضروات فقد امتدت على مساحة 438 هك في حين مسحت أشجار الزياتين قرابة 4370 هك مما يعني أن وفرة الانتاج موجودة لكن مدينة برقو تفتقر الى مصانع تحويلية غذائية لاستغلال المنتوج مثل معامل تحويلية تقوم باستغلال وتحويل ما تدرّه أرض برقو من تفاح وخوخ وحبة ملوك وفراولة وإجّاص وطماطم حتى لا يضطر المستثمر الى التفويت فيه للأودية من دون الاستفادة منه محليا ووطنيا، أما الزراعات الكبرى فتمسح قرابة 23600 هك بين زراعة قمح صلب وشعير وفرينة وتعرف المنطقة بإنتاجها الغزير للحبوب مقارنة مع بقية المعتمديات الأخرى لولاية سليانة لذلك فإحداث مصنع لتحويل الحبوب أمر نادى به جل أهالي المنطقة شأنه شأن بقية المصانع التحويلية الأخرى من أجل انتشال العاطلين عن العمل وتدعيم الحركة الاقتصادية بالجهة التي ظلت لأكثر من عشرية في طيّ النسيان والاهمال والتهميش.
نقص في الادارات
معضلة أخرى يشتكي منها مواطنو برقو تتمثل في حرمان متساكني المنطقة من بعث عديد الادارات الحيوية من أجل تجنيبهم مشقة التنقل الى مدينة سليانة على غرار فرع بنكي وفرع للـ«ستاغ» والـ«صوناد» ومحكمة ابتدائية هذه الادارات الحكومية إن تمّ التفكير في بعثها بجدية ستساهم في استقطاب العشرات من المعطلين عن العمل.
سياحة بيئية مهمشة
من يقول برقو يقول حتما منطقة عين بوسعدية المعروفة بشموخ جبالها وكثرة عيونها المائية الشيء الذي جعلها قبلة للسياح من هواة صيد الخنزير بقطع النظر عن المناظر الطبيعية الخلابة للمنطقة والكهوف المتناثرة على جبال برقو، فبالرغم من هذا الكم الهائل من المحاسن بمنطقة عين بوسعدية فلماذا لا يقع استغلالها سياحيا من خلال إنجاز المسلك السياحي الجبلي البيئي الرابط بين المنطقة وجبل السرج وكسرى ومكثر ومن خلال هذه العوامل المشجعة على استقطاب السائح الأجنبي فلماذا لا يقع تفعيل هذه العوامل البيئية المتوفرة بالجهة دون سواها من خلال مزيد التعريف بمركز التخييم واستغلاله من قبل العائلات والوفود السياحية والشبابية كما يمكن لهذا المركز استقطاب عديد الأنشطة والتربصات والمخيمات واحتضان عديد الفرق الرياضية والكشفية وذلك من خلال توفير الاقامة وقاعات للاجتماعات والعروض.
نقائص في «الصحة»
المستشفى المحلي ببرقو قبلة كل عمادات المنطقة في الظاهر لكن في الواقع جلّ المرضى يقصدون المستشفى الجهوي بسليانة من جراء النواقص العديدة والمتعددة بالمستشفى على غرار وحدة لطب الاسنان وقسم للأشعة وللتحاليل المخبرية.. كل هذه النواقص ساهمت في معاناة أهالي المنطقة الذين يناشدون وزارة الاشراف إيجاد حلول عاجلة لهذه النقائص.
معاناة شباب الريف
أرياف معتمدية برقو عرفت في السنوات الماضية عديد الصعوبات الجمة من جراء المسالك الفلاحية الوعرة والتي كثيرا ما تسببت في عزلهم عن المدينة وخاصة في فصل الشتاء أما الجانب الترفيهي لشبابها فيكاد يكون معدوما رغم تواجد بعض النوادي الشبابية بكل من مناطق «صدقة» و«دْمان الخروب» اللذان يشكوان من قلة التجهيزات على غرار الاعلامية وتأثيثها بمكتبات تستطيع استقطاب شباب هذه المناطق وذلك من خلال تثبيت الاطار التربوي العامل بها حتى تكون نقطة اشعاع وتقدم بالتالي الخدمات المرجوة من هذه الدور.